تأتي الصنادل العربية ذات الطراز الشرق أوسطي بتصميمات وأشكال وألوان مختلفة؛ من المحتمل أنَّها أكثر أنواع الأحذية التي يمكن تمييزها بسهولة على مستوى العالم.
بينما تكون بعض هذه الصنادل مفتوحة من الأمام وتغطي الجزء العلوي من القدم، تحتوي بعض الإصدارات الأخرى على فتحة كبيرة الحجم تلتف حول إصبع القدم الكبير.
كما تتميز الصنادل العربية باستخدامها للجلد النقي والراحة والأناقة التي لا تجدها في أي نوع آخر من الأحذية. منذ العصور القديمة، كانت هذه الصنادل جزءًا هامًا من الثقافة العربية، ويبدو أنَّ أهميتها تزداد مع مرور الوقت.
بغض النظر عن نوع الصنادل العربية التي تختارها، فإنَّ النتيجة هي أحذية أنيقة ومتطورة مثالية للاستخدام الرسمي وغير الرسمي. لقد كانت الصنادل العربية دائمًا جزءًا من الملابس التقليدية لهذه المنطقة، وفي هذه المقالة، سنستكشف ما يجعلها جزءًا مهمًا من ثقافة وتراث الشرق الأوسط.
الأصل التاريخي
لقد اكتسبت الصنادل العربية تأثيرها المبكر من الدول والثقافات المجاورة الأخرى؛ إذ لم يكن البدو القدماء يرتدون الأحذية لأنَّها لم تكن عملية للغاية في الرمال. ومع حلول فصل الشتاء، يرتدي هؤلاء الأشخاص جوارب مصنوعة من شعر الماعز أو الإبل للتدفئة. ومع ذلك، قد يصبح هذا الأمر غير مريح في كثير من الأحيان، خاصةً عند الصفر لمسافات طويلة سيرًا على الأقدام.
كانت الصنادل العربية الرجالية في الأساس نتيجة لحركة التجارة؛ حيث تفاعل الناس من ثقافات بعضهم بعضًا وتبادلوا المعلومات المفيدة. التصميم مفتوح الأصابع مستوحى من المسافرين الهنود.
وقد أفسح هذا المجال لكلمة "نعال"، وهي كلمة عربية تترجم إلى الأحذية التي يمكنك ارتداؤها في كل الفصول. والنسخة الحديثة من هذا هي "نعال بو سبع". تفصل هذه الصنادل إصبع قدمك الكبير عن أصابع القدم الأخرى بقطعة من الجلد، ويتم تغطية باقي قدمك بقطعة جلدية على شكل جناح؛ ممَّا يوفر لقدمك بأكملها الحماية دون التضحية بالراحة.
تطوُّر الصنادل العربية
لقد ظل الشكل والأسلوب الأصلي لهذه الصنادل العربية كما هو لعدَّة قرون. ومع ذلك، فقد شهدت هذه الصنادل العربية مطروقة الجلد أيضًا بعض التغييرات من حيث المواد المُستخدّمة في صُنعها والأشكال والمظهر العام، خاصةً في العقود القليلة الماضية.
لقد مرت المواد وطريقة الخياطة وجودة الصنادل جميعها بتحول؛ ممَّا جعل هذه الصنادل التقليدية تحظى بشعبية كبيرة مع الملابس الحديثة أيضًا.
لقد ولت الأيام التي كانت فيها هذه الصنادل العربية مجرد عنصر ضروري وليس أكثر؛ فالآن، يرتديها معظم الناس للتعبير عن الأناقة والموضة المتطورة أيضًا. كما ألهمت قابلية التسويق المحتمَلة لهذه الصنادل مُصنعي الأحذية المحليين والدوليين لإطلاق إصداراتهم من الصنادل العربية.
في عام 2013، قدَّم مصمم الأحذية الإيطالي الشهير، سيزار باشيوتي، مجموعة خاصة من الصنادل العربية لسوق الإمارات العربية المتحدة. كما أصبحت العلامة التجارية الشهيرة "بيرلوتي" (Berluti) في الصناعة أيضًا عندما أطلقت صنادل رمضانية في عام 2017 والتي جذبت اهتمامًا كبيرًا. كما أطلقت علامات تجارية أخرى مثل "تودز" (Todd’s)، و"جيفنشي" (وGivenchy)، و"لورو بيانا" (Loro Piana) إصداراتها الخاصة من الصنادل العربية الكلاسيكية.
أدى ذلك إلى اهتمام المزيد من الأشخاص بالصنادل العربية. الآن، أصبح الناس على استعداد لتجربة الحُلي والملابس المختلفة التي تتناسب بشكل جيد مع هذه الصنادل.
لقد صمدت هذه الصنادل الخالدة أمام اختبار الزمن؛ ممَّا يوضِّح مدى روعة هذه القطعة التقليدية من الأحذية العربية.
الأهمية الثقافية
لقد كانت الصنادل دائمًا جزءًا هامًا من الملابس العربية والإسلامية؛ إذ يُعدُّ ارتداء الصنادل أسهل وأكثر عملية حيث يتعين على المسلمين أن يصَلوا خمس مرات في اليوم؛ لأنَّه يمكن خلعها بسهولة قبل الوضوء ثم ارتدائها بسرعة بعد الصلاة.
يفضِّل المسلمون أيضًا الصنادل لأنَّها خيار نظيف ومتواضع للأحذية؛ فهي لا تغطي قدمك وكاحلك بالكامل؛ ممَّا يمنع التعرق والشعور بالانزعاج.
سبب آخر لارتداء المسلمين الصنادل هو إظهار بساطتهم وتواضعهم؛ فالصنادل العربية ليست برَّاقة أو باهظة الثمن؛ ممَّا يمنعك من الشعور بالأفضلية على الآخرين.
كما أنَّ ثمَّة عامل ثقافي آخر أثَّر على طريقة تصميم هذه الصنادل، وهو المناخ الحار والرطب في الشرق الأوسط. وبالتالي، تمنح الصنادل العربية لقدميك مساحة للتنفس؛ ممَّا يمنحك مزيدًا من الراحة.
نِعَال النبي محمد عليه الصلاة والسلام
تُعرَف العقيدة الإسلامية في جميع أنحاء العالم بإخلاصها للقضية الإسلامية وحبها وتقديرها للنبي محمد. المسلمون يمجدون نبيهم، ولا يفوتون أي فرصة لاتِّباعه في كل شؤون حياتهم الشخصية والمجتمعية. وقد شوهد نبي الإسلام وهو يلبس النعال في أكثر من مناسبة.
وكان يلبس في نعليه حزامين كما رواه البخاري. وبحسب رواية الكردي، كان النبي يرتدي أكثر من 100 نوع مختلف من الصنادل في حياته.
كما أنَّ لصورة الصنادل النبوية الشريفة تأثير كبير على شعبية الأحذية العربية. وهكذا يربط الصندل العربي كل مسلم وعربي بنبيِّهم الذي يعتبرونه أفضل إنسان على الإطلاق.
في الختام
تُعدُّ الصنادل العربية والشرق أوسطية فريدة من نوعها وتحمل العديد من الأهمية التاريخية والثقافية والدينية. على الرغم من أنَّ هذه الصنادل لم تكن عربية في الأصل، أثَّرت الثقافة المحلية وعوامل أخرى، مثل الظروف الجوية في هذه المنطقة، على تصميمها إلى حدٍّ كبير.
يتم الآن إنتاج هذه الأحذية التقليدية للرجال والنساء لارتدائها في جميع المناسبات. إنَّها مريحة وأنيقة، والأهم من ذلك أنَّها تسمح لك بالبقاء على تواصل مع ثقافتك وتراثك.
قم بزيارة موقع فرادا لاستكشاف مجموعة واسعة من الصنادل العربية عالية الجودة لارتدائها في جميع المناسبات.
