يحب سكان الشرق الأوسط، وخاصةً العرب، التمسُّك بتقاليدهم وثقافتهم للغاية؛ فهم الأكثر ارتباطًا بجذورهم، وهذا ما يمكن ملاحظته في حياتهم اليومية. بدءًا من كيفية سلوكهم وتصرفاتهم وحتى ما يرتدونه. بالنسبةِ لهم، يُعدُّ لكل شيء أهمية وقيمة تاريخية.
من بين التقاليد العديدة التي تمكَّن العرب من الاستمرار في اتِّباعها، يُعدُّ ارتداء الصنادل العربية أحد التقاليد البارزة. لقد تمكنت الصنادل العربية من الصمود أمام تغيُّرات الزمن وتطوُّره، وخاضت رحلتها إلى العصر الحديث على نحوٍ مثير للإعجاب.
في هذه المقالة، سننظر في كيفية وأسباب استمرار وجود الصنادل العربية حتى بعد مرور عدة قرون، ولماذا لا يزال الناس يحبون هذه الأحذية.
الصنادل العربية
الصنادل العربية، والمعروفة أيضًا باسم المداس السعودي، هي أحذية عربية شهيرة3 يرتديها رجال الملوك والطبقة العاملة. لقد كانت أقدم هذه الصنادل مصنوعة من جلد الإبل. وفيما بعد انتقل العرب إلى مواد أخرى لصنع هذه النعال، وكانت متوفرة بكثرة وسهولة.
يتضمن تصميم الصنادل العربية حلقة في المقدمة تحيط بإصبع قدمك الكبير وقطعة أخرى من الجلد تلتف حول الجزء العلوي من قدمك. يوجد أيضًا حزام جلدي لتثبيت الصندل في مكانه.
نظرًا لتناسب تصميم هذه الصنادل العربية مع طبيعة المناطق الرملية وحرارتها؛ كان ارتداء هذا الحذاء ضرورة عند العرب. أمَّا في العصر الحديث، فقد تجاوز المداس السعودي استخدامه الأصلي وأصبح صيحة للعرب وغير العرب على حدٍ سواء.
نظرة على أصل الصنادل العربية
وإذا نظرنا إلى تاريخ العرب نجد أنَّ العرب القدماء أو البدو لم يرتدوا أي أحذية بشكل رئيسي بسبب البيئة الرملية. أما في فصل الشتاء فكانوا يلبسون "الزربول" وهو نوع من الجورب المصنوع من وبر الإبل.
مع مرور الوقت وازدياد شهرة العرب في المنطقة، زار أناس من ثقافات مختلفة هذه الأراضي، ممَّا أدى إلى استخدام الصنادل العربية الأولى التي كانت مريحة في الارتداء وذات أسعار معقولة.
بقد كان التصميم الأصلي مفتوح الأصابع مستوحى من الرحالة الهنود، ثم قام الحرفيون العرب بتعديله ليناسب البيئة واحتياجات العرب. كانت الإصدارات السابقة من هذه الأحذية أو النعال عبارة عن صنادل يمكنك ارتداؤها طوال العام وفي كل مناسبة.
وهناك نسخة أحدث، وهي "نعال بو السباع"، والتي تتضمن تصميمًا يتم فيه فصل إصبع القدم الكبير عن بقية القدم بحلقة جلدية أنيقة. وقد اكتسب هذا النمط من الصنادل العربية شعبية عالمية لما يوفره من راحة وتهوية ومرونة في الاستخدام.
رحلة الصنادل العربية إلى العصر الحديث
لقد كانت رحلة الصنادل العربية التقليدية مطروقة الجلد مذهلة من نواحٍ عديدة؛ إذ تمكنت الصنادل العربية من الاحتفاظ بتصميمها وأسلوبها الأصلي. ومع ذلك، تم أيضًا إجراء بعض التغييرات لمنع هذه الصنادل من أن تصبح قديمة الطراز.
لقد تغيرت أشياء مثل مواد هذه الصنادل وأسلوب الخياطة وجودة البناء وطرق التحضير في العقود القليلة الماضية. إذا كنت مهتمًا أكثر بتصميمات الصنادل العربية الأصلية، فيمكنك أيضًا العثور على حرفيين في المملكة العربية السعودية لا يزالون يستخدمون الأدوات والأساليب القديمة لصنع هذه الصنادل يدويًا.
لقد اجتذب عالم الصنادل العربية انتباه بيوت الأزياء الفاخرة المحلية والعالمية التي أدركت قابلية تسويق هذه الصنادل واتخذت خطوات لجعلها أكثر عملية وبأسعار معقولة دون التضحية بالجودة والراحة.
لقد ابتكر مصمم الأحذية الإيطالي البارز، سيزار باشيوتي، مجموعة رائعة من الصنادل العربية في عام 2013. وفي عام 2017، أصدرت "برلوتي" (Berluti)، وهي علامة تجارية فرعية لشركة (LVMH)، أيضًا مجموعتها الخاصة من الصنادل العربية. تتميز هذه الصنادل الرمضانية ذات الإصدار المحدود بزخارف خطية تعبِّر عن التقاليد والعادات والقيم المحلية.
وقد ألهم هذا أيضًا علامات تجارية رائدة أخرى مثل "جوتشي" (وGucci)، و"لورو بيانا" (Loro Piana)، و"جيفنشي" (وGivenchy)، و"تودز" (Todd’s) لإطلاق صنادل عربية مميزة بزخارف فريدة وتصميمات متطورة.
إذا نظرنا إلى الوراء عشر أو عشرين سنة، كان يرتدي الرجال فقط الصنادل الشرقية أو الصنادل العربية. ولكن الآن، وبفضل المصممين المحليين وكذلك العلامات التجارية العالمية الذين طوروا اهتمامًا كبيرًا بجعل هذه الصنادل أكثر شعبية، ظهرت تصميمات مختلفة إما للجنسين أو للنساء فقط.
يمتلك كل مصمم عالمي رئيسي تقريبًا مجموعته الخاصة من الصنادل العربية الكلاسيكية التي كانت في السابق حكرًا على الإسكافيين المحليين في المملكة العربية السعودية. في الواقع، إن حب وإخلاص العرب لثقافتهم هو الذي أبقى هذه الأحذية حية لعدة قرون، وسيستمر هذا لسنوات قادمة.
وقد ألهم هذا أيضًا علامات تجارية رائدة أخرى مثل Loro Piana، وGucci، وGivenchy، وTodd’s لإطلاق صنادل عربية خاصة بها بزخارف فريدة وتصميمات متطورة.
إذا نظرنا إلى الوراء عشر أو عشرين سنة، كان يرتدي الرجال فقط المداس الشرقي أو الصنادل العربية. ولكن الآن، وبفضل المصممين المحليين وكذلك العلامات التجارية العالمية الذين طوروا اهتمامًا كبيرًا بجعل هذه الصنادل أكثر شعبية، ظهرت تصميمات مختلفة إما للجنسين أو للنساء فقط.
يمتلك كل مصمم عالمي تقريبًا مجموعته الخاصة من الصنادل العربية التقليدية الكلاسيكية التي كانت في السابق حكرًا على الإسكافيين المحليين في المملكة العربية السعودية. في الواقع، إن حب وإخلاص العرب لثقافتهم هو الذي أبقى هذه الأحذية حية لعدة قرون، وسيستمر في القيام بذلك لسنوات قادمة.
في الختام
تشتهر الصنادل العربية بأسلوبها الفريد وشكلها المميَّز والراحة التي توفرها لمرتديها. كانت هذه الصنادل ذات يوم مجرد ضرورة يحتاجها كل عربي للتنقل عبر الصحراء أو المناطق الرملية. ومع ذلك، أصبحت هذه الصنادل اليوم رمزًا للتقاليد العربية.
كما تمتلك الصنادل العربية جوانب معينة لا تراها في أي نوع آخر من الأحذية؛ إذ يمكنك العثور على هذه الصنادل بنفس الأشكال والتصميمات والمواد التي تم تصنيعها منذ قرون مضت. تمنح هذه الصنادل لقدمك مساحة للتنفس، ممَّا يجعلها مثالية للمناطق ذات الحرارة أو الرطوبة العالية.
التصميمات والألوان المميَّزة للصنادل العربية تجعلها مثالية للاستخدام الشخصي والمهني؛ إذ تجعل هذه المرونة الصنادل خيارًا أكثر موثوقية لكلٍّ من الرجال والنساء من جميع الأعمار.
يمكنك التواصل معنا في فرادا لاستكشاف مجموعة واسعة من الصنادل العربية للرجال والأطفال في الإمارات العربية المتحدة.